وزارة الثقافة تشارك في معرض العراق الدولي للكتاب   |   إشهار كتاب الكلمة والقرار: حين اختار الأمن أن يُصغي للعقيد المتقاعد الخطيب   |   انتخاب البواريد عضوا في المكتب التنفيذي الطارئ لاتحاد إذاعات الدول العربية   |   افتتاح المهرجان الدولي السابع للتمور الأردنية بعمّان 2025 بالتعاون مع وزارة الزراعة وجمعية التمور الأردنية وبإشراف جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي   |   ألحان ياسر بوعلي ترافق ثامر التركي في وداع ٢٠٢٥   بألبوم غنائي بعنوان «بحر وجبال»   |   طلال أبوغزاله للتقنية توقّع اتفاقية وكالة رسمية مع شركة مرمرة العراق   |   《Samsung Wallet》يوسّع قدراته عبر دعم المفتاح الرقمي لسيارات بورشه   |   جورامكو تحقق المركز الأول في 《جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي》عن مبادرتها 《شجرة لكل طائرة》   |   سانت ريجيس عمّان يطلق مبادرة لتحقيق أمنيات الأيتام   |   البنك العربي يكرّم موظفيه المتطوعين ضمن برنامجه للمسؤولية المجتمعية 《معاً》   |   منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير العمل   |   جامعة فيلادلفيا تفتح آفاق التبادل الأكاديمي أمام طلابها وأكاديمييها   |   عمان الأهلية تُوقّع اتفاقية تعاون مع شركة (Codemint) لتطوير مخرجات التعلم   |   فرع جديد لمجموعة الخليج للتأمين – الأردن في جبل عمّان   |   المنتدى العالمي للوسطية بيان إدانة واستنكار   |   《الفوسفات الأردنية》أداء مؤسسي ورؤية تطويرية متجددة   |   الفوسفات الأردنية تكسر الأرقام القياسية وتكرّس ريادتها محركاً أساسياً للاقتصاد الوطني   |   الدكتور عيسى الصرايرة يعلن توفر التقويم الشفاف في عيادته بعمان   |   مجلس الأعمال العراقي: الأردن بوابة العبور الآمن للسوق العراقية   |   ماذا يخطط للمنطقة   |  

جريمة التشكيك في رسالة مهرجان جرش الوطنية


جريمة التشكيك في  رسالة مهرجان جرش الوطنية

مهرجان جرش وإدارته لا يستحقان هذا الجحود والتشكيك في رسالة المهرجان الوطنية، وضمائر القائمين عليه، فمن يقتنع بضرورة دعم المهرجان واستمرار الفرح كنوع من المقاومة فأهلا وسهلا به، ومن لا يقتنع بأهمية المهرجان في هذا الوقت تحديدا كل الاحترام لوجهة نظره لكن من دون مزاودات على أحد، فوجع غزة وأهلها أصابنا جميعا، لكن ما زلنا نردد “عَلّ صوتك بالغناء لس الأغاني ممكنة..”.

 

معركة بيروت العظيمة 1982 التي مضى عليها نحو 42 عاما، وما زال جرحها ينزف وصمود مقاوميها أسطورة، يحفظ يومياتها الناس من صوت فرقة العاشقين وكلمات أحمد دحبور.. اشهد يا عالم علينا وعَ بيروت اشهد بالحرب الشعبية. واللي ما شاف م الغربال يا بيروت أعمى بعيون أمريكية. بالطيارات أول غارة يا بيروت…فهل فعل الغناء في الحياة مقاومة أم انكسارا؟!.

 

من دون غزة ومجازرها، هناك من يرفعون الصوت عاليا كل عام ويصدرون البيان السنوي يتهمون المهرجان وغيره من المهرجانات بـ”الفسق والفجور”.

 

هذا العام صمت أصحاب البيان وتركوا لبعض المثقفين دور إدامة الخصام وتوسيع الخلافات غافلين عن دور الفرح كجزء من العلاج الطبيعي لنكسات الحياة الكثيرة.

 

ليتمهل الشعراء ومن يعلن أنه غير مشارك في مهرجان جرش، فزمن البطولات الكلامية ولى، واليوم زمن الوقوف مع الحق والكرامة من دون مزاودات، فهل نحن في زمن أصبح الفرح نوعا من خيانة الضمير؟!.

 

القائمون على مهرجان جرش ممثلون بالهيئة العليا للمهرجان برئاسة الوزيرة الواعية الملتزمة هيفاء النجار والمؤسسات المشاركة، والرئيس التنفيذي الدينمو أيمن سماوي، أدركوا قبل غيرهم وقبل أن يقال بضرورة أن يكون المهرجان منسجما مع واقع حال شعبنا في الأردن وفلسطين وفي غزة تحديدا، وحولوا صوت المهرجان ورسالته لدعم المقاومة والشعب الفلسطيني بكل ما أتوا من قوة وإمكانات، حتى وصلوا إلى غزة واستضافوا فرقة “صول” ليخترق صدى صوتها العالم من جرش.

 

في غمرة انشغال عشاق الحياة بإعادة الروح ليومياتنا تخرج أصوات تُردّد العبارات والبيانات ذاتها، تُوجِّه سهامها إلى كل فِعلٍ فنيٍ أو ثقافيٍ تَقَدُّمي.

 

وا أسفى؛ في عقل الدولة وسلوك السلطات استسلامٌ بِرغبة أو في العقل الباطن لِما تَتَطلَّبُه ثقافة المجتمع المتدعِّش، ومواجهةٌ ضعيفةٌ في حالات كثيرة، هذه المرة تجرأت الحكومة وأعلنت دعمها للمهرجان ورسالته الحضارية الوطنية.

 

صناع الفرح في بلادنا قليلون، وحراس سنابل القمح من لهيب تموز وآب نادرون، فثمة أشياء ولّادة بالفرح، دعمها واجب، والبعد عنها ترك للحبيبة فريسة للغرباء وقطاع الطرق.

 

أكثر ما يتفق عليه الأردنيون في هذه الأيام، ليس مرتبطا بالمواقف السياسية والاقتصادية، والاجتماعية. الإجماع الأردني مُحدَّدٌ في أن عَطبًا ما أصاب منظومة الأخلاق في الأردن، بحيث أصبح الفساد فهلوةً، والكذب السياسي جدعنة وحنكةً، والخراب الاقتصادي سياسات متراكمةً.

 

معالجة منظومة الأخلاق والقيم، ليست مرتبطة بقرار سياسي أو إداري، بل بسلوك مجتمعي، وخير مَن يبحث ويُوجِّه البوصلة في هذا الشأن، هم أصحاب الثقافة والفكر.

 

لا أحد ينكر أن الثقافة بشكل عام تعاني من التوتر، انظروا كيف أصبح مطربو “الهشِّك بشِّك” والمؤثرون بلا محتوى يحظون بالاهتمام والرعاية أكثر من المفكر والفيلسوف والشاعر والمبدع.

 

المثقفون وقادة الرأي استقالوا وتركوا أمر الثقافة للمشبوهين والعابرين.

 

لقد جنح المثقفون إلى البيات الشتوي ورجال الفكر تركوا الساحة للمتنطعين والإمّعة .

 

لقد أصيب العقل بانتكاسة، وأفلست الكلمة عندما غاب المثقفون الحقيقيون..

 

أهلا وسهلا بالفنانين المبدعين من مارسيل خليفة وسناء موسى وأميمة خليل وهبة طوجي وهيام يونس وفايا يونان وعمر العبداللات وفوز شقير وحسين السلمان ونداء شرارة، والكبيرة فنا وتأريخا والتزاما عفاف راضي…..وشكرا على كل دينار يقدمه المهرجان لأهلنا في غزة هاشم…

 

الدايم الله…..