《Orange Jordan Concludes 《Qadroon Program for Persons with Disabilities in Collaboration with Ablers   |   التكنولوجيا المالية … والمساهمة في تعزيز النمو   |   جامعة جدارا تعزز حضورها الدولي وتبحث شراكة تعليمية متقدمة مع مجموعة أومنيس الروسيه   |   زين تُواصل التزامها البيئي بمشاركتها الخامسة في تنظيف البحر الأحمر بالتعاون مع ProjectSea   |   كشف رخص مزوّرة في احدى البلديات.. وتحويل موظف 《لمكافحة الفساد》   |   حزب مبادرة يناقش في جلسة حوارية واقع المرأة الحزبية في الأردن   |   الميثاق الوطني يباشر إصدار بطاقات العضوية لأعضاء الحزب   |   هل نحن جاهزون للتعليم الإلكتروني؟   |   الخصاونة يدعو الحكومة لسداد مستحقات المستشفيات والجامعات ومعالجة بطء تنفيذ المشاريع   |   طالب عمان الاهلية جعفر الداود يحرز الميدالية البرونزية ببطولة العالم للتايكواندو   |   طالب عمان الاهلية أصيل نوفل يفوز بالميدالية الفضية ببطولة المملكة للمصارعة الحرة   |   ابن اخ الزميلين جمال عليان ورضا عليان في ذمة الله   |   كريف الأردن تعقد ورشتي عمل للقطاعين البنكي وغير البنكي لمناقشة آخر المستجدات الخاصة بخدمات الإستعلام الإئتماني   |   سامسونج للإلكترونيات تعلن تعيين قيادات تنفيذية جديدة   |   اختتام بطولة المملكة المفتوحة للسكواش 2025 بتتويج أبطال الفئات العمرية   |     أبوغزاله: الاستثمار في المعرفة هو طريق الدول للثروة أبوغزاله: البرمجة أولًا وعلينا جعل التقنية أساس العملية التعليمية   |   تعرّفوا على أعمال شركة 《Avancer AI》الناشئة والحاصلة على دعم لوجستي ونقدي من منصّة زين للإبداع   |   افتتاح معرض سبع فنانات في جاليري القاهرة عمان الاثنين القادم   |   متقاعدو الضمان بين معيشة الخواء ومعيشة الثراء   |   تكريم ملكي للصناعيين… رسالة بأن الصناعة عصب الاقتصاد وقاطرة النمو والتنمية المستدامة   |  

  • الرئيسية
  • مقالات
  • كسر الرسميات وازالة البروتوكولات السياسية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي

كسر الرسميات وازالة البروتوكولات السياسية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي


كسر الرسميات وازالة البروتوكولات السياسية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي
الكاتب - د.مؤيد عمر 

كسر الرسميات وازالة البروتوكولات السياسية في عصر وسائل التواصل الإجتماعي

د.مؤيد عمر 

في إطار نظرية "التفاعل الحر"، يوضح الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني المعاصر يورغن هابرماس أن الشرعية السياسية لا تُبنى فقط عبر المؤسسات الرسمية والآليات التقليدية، بل تتعزز أيضًا من خلال قنوات التواصل المباشر التي تتيح تفاعلًا حيًّا بين القادة والشعوب، ففي الماضي كان المجال العام محكومًا بالصحافة التقليدية والإعلام الرسمي، وهو ما جعل العلاقة بين السياسيين والجماهير محاطة بالرسميات والقيود الصارمة، غير أن الثورة الرقمية أحدثت تحولًا جذريًا، إذ برزت وسائل التواصل الاجتماعي كوسيط جديد يسمح بخلق فضاء تفاعلي مفتوح، يقرّب المسافة بين القادة والجماهير، ويتيح حوارًا مباشرًا أكثر عفوية وبعيدًا عن ثقل البروتوكولات السياسية.

لقد أسهم هذا التحول في تكريس ظاهرة كسر الرسميات والبروتوكولات السياسية، حيث فقدت اللغة السياسية الكثير من صرامتها لتحل محلها لغة عفوية وقريبة من الجمهور، لم يعد القائد محصورًا في المؤتمرات أو البيانات الرسمية، بل صار حاضرًا على شاشات الهواتف، يخاطب الناس بتغريدة قصيرة أو صورة شخصية تحمل دلالات رمزية وإنسانية، ويشارك في لحظات يومية تُعيد تشكيل صورته السياسية.

على سبيل المثال، قدّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صورة واضحة عن كسر الرسميات من خلال اعتماده على مقاطع مصوّرة بملابس عسكرية بسيطة خلال الحرب، ليعزز بذلك صورته كقائد يعيش مع شعبه في أصعب لحظاته، وفي المقابل، مثّل الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب نموذجًا مختلفًا، إذ جعل من تويتر منصة رئيسية لخطابه السياسي اليومي بلغة مباشرة كسرت القواعد الدبلوماسية التقليدية، بل إنه يشارك مقاطع من لقاءاته مع الرؤساء والملوك ويتحدث معهم بأسلوب غير رسمي، بعيدًا عن البروتوكولات المعتادة، وتلتقي هذه النماذج المختلفة عند تكريس العفوية بوصفها عنصرًا أساسيًا في رسم صورة القائد في العصر الرقمي.

وعلى صعيد الشرق الاوسط ظهر سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني كنموذج واضح لهذا التحول، فحضوره الرقمي ونشاطاته الميدانية وصوره من التدريبات العسكرية أو اللقاءات الشبابية تعكس صورة القائد العصري القريب من أبناء جيله، إن ظهوره العفوي بلغة بسيطة ورسائل قصيرة جعل منه رمزًا يجمع بين هيبة المنصب وإنسانية القائد، ويعيد تعريف القيادة في سياق أكثر قربًا وتفاعلًا مع المجتمع.

إن هذه الممارسات تقدم تطبيقًا عمليًا لفكرة هابرماس حول المجال العام، لكن في نسخته الرقمية، فالتواصل لم يعد محصورًا في النخب أو الإعلام الرسمي، بل صار متاحًا في فضاء مفتوح حيث يلتقي السياسي بالمواطنين على نحو مباشر، وبذلك فإن ظاهرة كسر الرسميات تعكس إعادة هيكلة للمجال العام، وتؤسس لشرعية جديدة قائمة على التفاعل اللحظي والشفافية والظهور الإنساني للقادة.

وبناء على ذلك، يمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي لم تغيّر فقط من شكل الخطاب السياسي، بل أعادت صياغة العلاقة بين القادة وشعوبهم في العمق، فهي كرّست صورة جديدة للقيادة تجمع بين الرسمية والعفوية، وجعلت من الحضور الرقمي أداة أساسية لبناء الثقة السياسية في زمن السوشال ميديا، وتجربة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني تقدم نموذجًا بارزًا لهذه الظاهرة، حيث يتلاقى الإطار النظري مع الممارسة العملية في إعادة تعريف القيادة السياسية في العصر الرقمي.