شكر وتقدير للدكتور عبدالله زريق إستشاري جراحة الشبكية والجسم الزجاجي والدكتوره ساره بنات بمستشفى التخصصي   |   بنك الأردن يحصد جائزة 《التميّز بالجودة 2025》من المنظمة الأوروبية لضمان الجودة (ESQR)   |   العلوم تحرز لقب بطولة الكليات لكرة القدم   |   طلبة كلية الأعمال في جامعة فيلادلفيا يطلعون على التجارب الواقعية لشركة فاين الصحية القابضة   |   بنك صفوة الإسلامي يُطلق فرع الخدمة الذاتية المتكاملة   |   القوات المسلحة عطر الوطن وعنوان السيادة ودرعة المتين الذي لايصدأ   |   جامعة فيلادلفيا تتصدر الجامعات الأردنية الخاصة بحصولها على تصنيف خمس نجوم ضمن UNIRANKS 2025 ELITE    |   الصحراء المغربية في ميزان المصالح الدولية: قراءة في تغيير مواقف الدول دائمة العضوية   |   برنامج Jordan Source يستضيف قادة عالميين لاستكشاف مشهد التكنولوجيا المزدهر في الأردن   |   《سامسونج إلكترونيكس》المشرق العربي تطلق حملة ترويجية مبتكرة لإبراز قوة الذكاء الاصطناعي المذهل في هواتف سلسلة Galaxy A المصممة لتدوم   |   بنك الأردن يعزز شبكة فروعه بإطلاق وافتتاح أول فرع متنقل له   |   Orange Jordan congratulates the Nashama on their historic qualification for the 2026 World Cup   |   تأجيل المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن فعاليات مهرجان جرش   |   بيان صادر عن اللجان الشبابية في حزب الميثاق الوطني   |   Visa تختار لامين يامال سفيراً عالمياً لبطولة كأس العالم 2026     |   الاعلان عن الفنانين المشاركين في سمبوزيوم الرواد الدولي الخامس عشر للفنون التشكيلية   |   الأمن العام: إصابة ثلاثة أشخاص بسقوط جسم على منزل في إربد وحالتهم حسنة   |   الطيران المدني: إعادة فتح الأجواء أمام حركة الطيران   |   أفيخاي أدرعي 《يرتجف ويهتز》 بعد الضربات الإيرانية... فيديو   |   اللوباني، نائب الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية وعدد من المسؤولين في الشركتين   |  

سلاح الحكماء


سلاح الحكماء
الكاتب - هالة جمال سلوم

سلاح الحكماء

هالة جمال سلوم 

 

يختلف الناس في طريقة تفكيرهم وآرائهم ومعتقداتهم، وفي كلامهم وطرحم، ويتفاوتون في مدى تقبل آراء وكلام الآخرين واستيعابه، يتمايزون في مستوى رجاحة عقولهم وسعة صدورهم، فتجدهم يتوافقون تارة ويختلفون أخرى، ونرى من لا يوافقنا الرأي، أو يرفض بعض تصرفاتنا، فالاختلاف أمر طبيعي بين الناس، وهذا بسبب العلاقات الالزامية التشاركية بين بني البشر، فلا يمكن لشخص أن يعيش بمفرده في هذه الحياة، فقد خلقنا الله عز وجل ضمن علاقات تكاملية، في البيت والعمل والسكن والطريق، وحتى تستمر هذه العلاقات، علينا أن ندرك هذه الفروقات في مستويات التفكير والتقبل والتحمل، ولكي تسير بشكلها الصحيح والمريح يجب أن نتقن فن التعامل مع المحيطين، ونستخدم ذكاؤنا العاطفي معهم، والتغافل هو من أهم أركان هذا الذكاء، وهو من كمال العقل والأخلاق. 

كثيراً ما نجد حولنا ما لا يرضينا من قول أو فعل، وإن دققنا وحققنا ومحصنا في صغائر الأمور وعظيمها، وضعنا أنفسنا في دوامة الخلاف والنزاع المستمر مع الآخرين، مما يؤثر سلباً على النفس وعلى المحيطين، وتضعف العلاقات وقد تتسبب بالقطيعة أيضاً. 

فهذا المتربص للزلات والهفوات، متتبع العثرات، حاد الطبع، يتباهى بصراحته الزائدة، وقوة شخصيته، فيرد الصاع صاعين، ويتفنن بنقد الآخرين، والتضييق عليهم، معتقداً أنه يوجّه ويقوّم ويُصلِح، مشهراً سيفه صبحاً ومساء، منزعج هو ومزعج من حوله، بتسلطه وهجومه على توافه الأمور، لا يهدأ له بال ولا حال حتى يوجه انتقاده، ويحرج هذا وذاك، ويلاحق الآخرين، ويكشف عن خبايا أمورهم، يعتد بجرأته وشعاره " اللي بقلبي ع راس لساني " وهذه هي الفظاظة بعينها، فنحن لا نختلف عما في قلوبنا، ولكن الاسلوب هو خلافنا، فهذا من يخسر راحة باله ومحبة واحترام من حوله، وتلك محض السذاجة، وهؤلاء نحيلهم لقول الشافعي رحمه الله : من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه.

فالمتغافل المتخطي عن العثرات، الذي يرى ويسمع الزلات ويغفل عنها ولا يلقي لها بالاً، لأنه يدرك أنها أمور طبيعية بين البشر، فقد تكون نتيجة ضغط نفسي، أو خطأ غير متعمد، أو اختلاف وجهات نظر، فيوزن ذلك ويحكم زمام تصرفاته، فيتغافل، ويخفي علمه، برغم ادراكه، ولهذا جاء في قول أبي تمام: ليس الغبي بيسد قومه .. ولكن سيد قومه المتغابي ، فهذا هو اللبيب الكيّس، حَسَن الخُلق، الحكيم المتروِّ، الممتلئ من داخله، يتغافر ويتجاوز فيكسب المواقف والقلوب، ويكسب راحته، فيَسعد، ويُسعِد. 

ويقول ابن الجوزي رحمه الله : ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكِرام؛ فإن الناس مجبولون على الزلات والأخطاء! فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعِب وأَتعب. 

وللتغافل حدود، فلا يصل حد الغفلة، ولا يكون على حساب كرامة أحد ومبادئه وقيمه، فالتغافل عن الحق ممقوت، وان لا يكون أيضاً على سبيل الاعتياد ولا من باب المعصية، فهنا يجب التيقظ والتدخل والمنع والمعالجة بالحكمة.

إن الهيّن الليّن، المتغافل والمتغافر، هو الشجاع القوي من الداخل، الذكي الذي يستثمر وقته وجهده في ما ينفعه، والتغافل هو سلاح الحكماء في تجاوز المواقف الصعبة، وهو مفتاح السعادة والنجاح في إدارة الأمور واستمراريتها. 

جملنا الله وإياكم بحسن الخلق، والحمد لله من قبل ومن بعد.