هيئة تنشيط السياحة تحقق إنجازًا دوليًا بفوزها بجائزة 《أفضل حملة إلكترونية》 عن حملة 《مملكة الزمن》   |   العمارة والتصميم في عمان الاهلية تشارك في بينالي عالمي في البيرو بأمريكا الجنوبية   |   عمان الأهلية تشارك بالمعرض الزراعي السعودي 2024   |   «إسرائيل»: بيت العنكبوت؟!   |   مهند شاهين عضواً في مجلس ادارة الشبكة العربية للإبداع والابتكار   |   حفل تخريج كلية عمون الجامعية التطبيقية   |   تهنئة ترفيع.   |   معرض 《النجمات العربيات DIVAS》 ينطلق غدأ في الأردن والشرق الأوسط لأول مرة باللغة العربية   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن حاجتها لتعيين مواسرجي / دائرة الصيانة والتنفيذ   |   عودة أكبر تحدٍ للياقة البدنية إلى عمّان مع أمين عطالله   |   10) آلاف فرصة عمل مستحدثة فقط انعكست على الضمان سنة 2023.!   |   فيصل عامر: وفد الشبكة العربية للابداع والابتكار يزور الرياض الاسبوع القادم   |   افتتاح مؤتمر جامعة فيلادلفيا الدولي الخامس والعشرين بالتأكيد على مواجهة تحديّات التحوّل الإلكتروني   |   شكر على تعاز من أبناء المرحوم ابراهيم صالح عليان   |   《GamerG》الأردنية تفوز بجائزة اختيار الجمهور في النهائيات العالمية لمبادرة 《Visa في كل مكان 2024》   |   بنك صفوة الإسلامي يفتتح مركز أعمال جديد لخدمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في 5B مول في منطقة الياسمين   |   《سامسونج إلكترونيكس المشرق العربي》 تطلق تجربة عملية للذكاء الاصطناعي ضمن منصة 《سوق Galaxy AI》 التي تقيمها في سيتي مول   |   شركة 《جورامكو》 تعلن عن مشاركتها في معرض البحرين الدولي للطيران 2024 لأول مرة   |   عقدٌ من الابتكار.. زين تحتفل بمرور 10 أعوام على تأسيس منصّتها للإبداع (ZINC)   |   جامعة فيلادلفيا توقع مذكرة تعاون مع أكاديمية شبابيك لتطوير التبادل الثقافي   |  

  • الرئيسية
  • مقالات
  • الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية

الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية


الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية
الكاتب - كتب : محمود الخلايلة 

الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية

 

كتب : محمود الخلايلة 

 

 

قدم جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بنيويورك، عدة رسائل على المستويات السياسية والإنسانية والقانونية الدولية، حملت في طياتها مضامين قوة الخطاب وعمقه مُدعماً بالأدلة والأرقام والبرهان، وكأنما يقدم جلالته محاكمة لضمير الإنسانية لصمته على جرائم المحتل الإسرائيلي. 

وفي كل مرة يعتلي جلالته منبر الأمم المتحدة، يقدم لقادة العالم خلاصة سنوات تجلت فيها الحكمة وبعد النظر، مستنداً على إرث الراحل الحسين الذي يستذكره جلالته بعين الفخر والأثر والتأثير، حين بقي متمسكاً بالسلام حتى الرمق الأخير، وعلى نهجه سار جلالة الملك من أجل مستقبل أجيال المنطقة، لكن الطرف الإسرائيلي إختار المواجهة وانتهج التطرف والقتل والتدمير، حيث يرى نفسه محصناً وفوق كل معايير القانون الدولي.

 

لقد كان الخطاب الملكي في المسار السياسي يضع قادة العالم أمام حقيقة مفادها أن إسرائيل باتت تجر المنطقة إلى منحنيات خطيرة وعواقب السكوت عنها وخيمة، فهذا الكيان لا يعرف سوى لغة القوة، وباتت كل مساعي الحديث عن السلام تذهب أدراج الرياح، وفي ذات السياق أبرق جلالة الملك برسالة مفادها أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً لأحد، وهذا الموقف يعبر عن وجدان وإرادة كل الأردنيين الذين يقفون صفاً واحداً خلف جلالة الملك _ شعباً وسلطات وجيشاً وأجهزة أمنية ومؤسسات، وبعد هذا القول على الألسن التي تطاولت على الأردن أياً كان مصدرها أن تعرف حجمها وأن تدرك جيداً بأن هذا الوطن أصعب وأقوى مما يظن الجميع، ما يحتم علينا في الداخل الأردني أيضاً أن نكون أكثر صلابة وفي جبهة وطنية موحدة متماسكة.

 

وعلى الصعيد الإنساني، لم يسبق الملك أي زعيم في العالم ولا حتى المنظمات الإنسانية، بتقديم هكذا خطاب مدعم بلغة الأرقام والأدلة والبرهان لحجم الكارثة الإنسانية التي تسببت بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة، وهي لغة الإقناع والتأثير بمواجهة زيف رواية الاحتلال التي باتت مكشوفة أمام الرأي العام الدولي، وهذه لغة بالتأكيد تزعج كياناً اعتاد على بناء سردية مليئة بالأكاذيب.

وعلى صعيد القانون الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، دق جلالة الملك ناقوس الخطر، بقوله إن الثقة بالمبادئ والقيم الأساسية للأمم المتحدة قد بدأت بالانهيار، حيث تصبح حقوق الإنسان انتقائية؛ وعلى العالم أن يدرك أهمية الحديث الملكي بأن تقويض المؤسسات الدولية والأطر العالمية هو أكبر تهديد يواجه الأمن العالمي اليوم.

 

خلاصة القول، لقد قدم جلالة الملك ما يمكن وصفه بالمحاكمة للضمير الإنساني، ولإرادة قادة العالم، ليصبوا جهودهم سوية من أجل وقف الهمجية الإسرائيلية، أو الانحياز للباطل الذي ستصيب آثاره وسلوكياته المدمرة كل بقعة في هذا العالم، حيث يخفت صوت العقل، ويعلو صوت الجهل، وحيث تبقى قيم ومعاني الإنسانية انتقائية حسب الأهواء، وحينها يعود العالم إلى سنوات القتل والدمار والحروب المدمرة.